recent
أخبار ساخنة

قصة التغلب على الخوف - Conquer Your Fear

قصة التغلب على الخوف - Conquer Your Fear

قصة التغلب على الخوف - Conquer Your Fear 

واحده من خواطر تامر الجندي 

التغلب على الخوف والخروج من منطقة الراحة
This is an Arabic translation of reflection 35

لدى كل شخص منا مخاوف مختلفة بدأت غالبًا في مرحلة الطفولة، ساهمت في وجودها نشأتنا وربما بعض العوامل الوراثية. أعترف بأني لم أكن من الأطفال الذين لا يخشون شيئًا! كنت أميل إلى التحليل ومحاولة توقع ما قد يحدث لي إذا فعلت هذا الشيء أو ذاك (على الرغم من أني تغيرت بعد زواجي). وأعترف أن إفراطي في الحذر منعني من ممارسة أنشطة مختلفة في طفولتي، أحدها كان ركوب الدراجة!

 ولدت بورم في أعلى فخذي الأيسر، وكان يسبب لي ألمًا شديدًا عند تورمه، خاصة إذا جلست على مقعد الدراجة غير المريح. وفي عمر التاسعة، سبب لي هذا الورم (الحميد) ألمًا وعدم ارتياح كبيرين، فخضعت لجراحة لإزالته. تحسنت الأمور عامةً بعد ذلك، ولكن استمر الشعور بعدم الارتياح والألم يزورني بين حين وآخر، حتى وقتنا الحالي. ونظرًا لكوني مبتدئ في ركوب الدراجات، غالبًا ما كنت أسقط وأجرح ساقي. وبسبب خوفي من السقوط وإفراطي في تقدير احتمالات حدوث شيء عند وقوعي لم أتعلم ركوب الدراجات قط. ولكن لننظر ماذا حدث بعد عشرين عامًا.

كنت أعيش في إرفاين بعد التحاقي بجامعة كاليفورنيا لدراسة الدكتوراه. وأقول بثقة إن أعوام دراستي هناك كانت أفضل أربعة أعوام في حياتي. تطلبت إقامتي في كاليفورنيا، خاصة في الحرم الجامعي، استخدام دراجة للانتقال من مكان إلى آخر. وبالطبع بسبب المانع الذي لدي، كنت مضطرًا للاستمتاع بالسير كثيرًا . سيفهم من يعرفون طبيعة حرم جامعة كاليفورنيا والمنشآت السكنية المجاورة ما تعنيه كلمة "كثيرًا"! وبينما كنت أشاهد زملائي وبعض أساتذتي يركبون دراجاتهم بسلاسة في الجامعة مستمتعين بنسيم كاليفورنيا، أدركت ما يفوتني ببساطة. حاولت زوجتي تشجيعي على التعلم أكثر من مرة، ولكني سريعًا ما كنت أرفض الفكرة. تغلب الخوف من السقوط على تفكيري بالإضافة إلى شعوري بالإحراج لو رآني أحد. وظللت على "جهلي" بكيفية ركوب الدراجات حتى حدث ما أحرجني بعد انتقالي إلى العمل بالتدريس في جامعة قطر. 

غني عن القول إن قطر ليست أفضل مكان لركوب الدراجات في ظل شمسها الحارقة وارتفاع معدلات الرطوبة. في ذلك الحين، اطلعت بعمق على أبحاث مختلفة في علم النفس وبدأت أقتنع تدريجيًا بأن الحياة تتطلب الخروج من دائرة الراحة وخوض التحديات! ربما يرى أغلب من يقرأون هذا الكلام (ممن تعملوا ركوب الدراجات في مرحلة مبكرة من حياتهم) أن الأمر بسيط. ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة لي! أخذت خطوات بطيئة ولكن بثقة لإضافة أشياء صغيرة من شأنها إضفاء بعض الإثارة على حياتي. هل لا زلتم ترغبون في معرفة الموقف المحرج الذي واجهته بعد الانتقال إلى قطر؟

حسنًا، بدأت أصر على أهمية تعلم ركوب الدراجة (فقد أصبح الأمر يمثل تحديًا شخصيًا!) ولكن ما جعلني في النهاية أتحرك لتنفيذ هذا العزم هو رؤيتي لابن جارنا البالغ من العمر خمسة أعوام وهو يركب دراجته الصغيرة دون خوف داخل مجمعنا السكني . كنت أرى الصبي الصغير وهو يسرع بقيادة دراجته هنا وهناك ويقفز بها على الرصيف دون خوف من السقوط. كانت تلك هي اللحظة! إذا كان الطفل الصغير قادرًا على فعل ذلك، فسوف أفعله أنا أيضًا. وقد فعلته حقًا! اشتريت دراجة وذهبت مع مدربتي (الشهيرة بزوجتي ) لتعلمني كيفية ركوب الدراجة. اخترنا شارعًا طويلًا ذا ممرات جانبية واسعة، وبدأت حصص التدريب.

ربما تعرفون جميعًا أن أصعب جزء في التعلم هو البدء مع الحفاظ على الاتزان. ولم يكن سهلًا علي أن أفعل ذلك دون فقدان توزاني. أوضحت لي زوجتي بطريقة عملية كيفية ذلك، وبدا الأمر سهلًا. ولكن بمجرد أن ركبت الدراجة، وجدت الأمر شديد الصعوبة! استمرت محاولاتنا على مدار يومين دون نتيجة. ولكني لم أكن لأستسلم. بدأت أذهب بمفردي وأواصل المحاولة حتى جاءت اللحظة السحرية واستطعت أخيرًا أن أفعلها. شعرت كالطفل الصغير الذي يخطو خطواته الأولى. وانتابتني سعادة بالغة، وكأني تخلصت من حمل ثقيل. المضحك في الأمر أنه بعد انطلاقي في ركوب الدراجة، وجدت أن عليَّ أن أتعلم كيف أوقفها . وكنت أتعلم في طريق منحدر نسبيًا، لذلك كان الوقوف صعبًا وأنا منطلق في هذا الطريق المنحدر. ولكن لحسن حظي، لم أتعرض للسقوط في أي من تلك المحاولات. والآن بعد أن نجحت في هذا التحدي، كان عليَّ أن أواجه تحديًا آخرًا قبل أن ينقض عليَّ مرض الضمور العضلي ويمنعني من خوض أي تحديات بدنية!

لست ممن يعانون من الأكروفوبيا (الخوف من المرتفعات؛ وليس بالضرورة أن يعرف الجميع هذا المصطلح، لأني شخصيًا بحثت عنه في جوجل الآن )، ولكني لا أشعر بارتياح بالقرب من المرتفعات. سافرت مع أسرتي إلى تركيا في عام 2018، وزرنا عددًا من المناطق المختلفة حتى وصلنا إلى أولودنيز، وهي مدينة ساحرة تطل على البحر المتوسط. أحد الأنشطة الشهيرة هناك هو الطيران المظلي لرؤية منظر بانورامي رائع للجبال الخضراء المطلة على البحر. بعد وصولنا بوقت قصير، عزمت مع ابني الأكبر على خوض هذه المغامرة! كانت تلك فرصة أخرى للتغلب على أي مخاوف سابقة، والخروج من منطقة الراحة. وبعد أن كنت أشعر بعدم ارتياح إذا وقفت بجوار حافة نافذة شقتنا في الدور السادس في صغري، ها أنا أقفز الآن سعيدًا من فوق جبل يبلغ ارتفاعه آلاف المترات! ربما كانت تلك أكثر مغامرة مذهلة قمت بها، حيث طرت ببساطة في السماء وشاهدت من علو تلك الجبال الساحرة والبحر المذهل والكائنات البشرية الصغيرة جدًا .

نصيحتي لكم: لا يحتاج الخروج من دائرة الراحة الإقدام على أفعال جنونية! ولكنه يعني أن يتحدى المرء ذاته حينما يستطيع، وربما إعداد قائمة بالأشياء التي يرغب في تجربتها في المستقبل. حاولوا إضافة أنشطة غير تقليدية إلى حياتكم بين حين وآخر، وأعدكم أنكم ستصبحون أشخاصًا مختلفين، وستصبح حياتكم أكثر متعة.

تامر الجندي

ترجمة: اماني مجدي
google-playkhamsatmostaqltradent